الحب قد ينطوي على الكثير من الافتراضات، وقد يدفع الشعراء الى تدبيج قصائد لها أول وليس لها آخر. وكلما زاد الحب عمقا زادت الأوهام والأحلام المتعلقة، إلا أن علماء توصلوا أخيرا الى ان الحب ليس مجرد مشاعر تطلق العنان للأوهام، ولكنه حقيقة علمية.
وقالوا ان "الحب الحقيقي" موجود بالفعل، ولكن ليس في القلب وانما في مكان ما في الدماغ مسؤول عن إطلاق هرمونات ورود فعل كيميائية تؤدي الى تنشيط الشعور بالقرب من الشخص الآخر وعدم القدرة على مفارقته.
ويؤكد علماء أميركيون، في هذا السياق ان الحب الحقيقي الذي يدوم إلى الأبد ولا يتضاءل مع مرور الزمن موجود بالفعل.
ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد نتائج دراسة أجراها علماء في جامعة "ستوني بروك" في مدينة نيويورك الأميركية وشملت أزواجاً بعضهم تزوج حديثاً والبعض الآخر متزوج منذ حوالي 20 سنة.
وقام العلماء بتصوير مقطعي لأدمغة الأزواج فتبين ان عدداً منهم أبدى بعد 20 سنة على الزواج استجابات عاطفية مماثلة للاستجابات التي يبديها الأزواج حديثي الارتباط.
واعتبرت الصحيفة ان هذه الدراسة تدحض النظرة التقليدية القائلة ان الحب والرغبة الجنسية يكونان في ذروتهما في بداية العلاقة ويبدآن بالتراجع مع مرور السنين.
وأظهرت الدراسة ان واحداً من أصل 10 أزواج ناضجين يعطي ردود فعل كيمائية مماثلة للمتزوجين حديثاً عند رؤية صورة من يحبه.
وقال عالم النفس في جامعة ستوني بروك آرثر آرون ان "النتائج تتعارض مع الاعتقاد السائد انه لا وجود للحب الحقيقي الدائم، ولكننا على يقين ان هذا النوع من الحب موجود فعلاً".
وأشار آرون إلى ان بعض الأزواج عبروا عن حبهم الشديد لشريكهم على الرغم من مرور 21 سنة على زواجهم، فظن انها خدعة، لكن "المسح المقطعي لأدمغتهم أظهر ان الأمر حقيقة بالفعل وأنهم لا يتظاهرون بالحب".
وكانت دراسات سابقة قد ذكرت ان الحب الأبدي لا وجود له، وأن الحب بين الأزواج يبدأ بالتضاؤل بعد مدة تتراوح بين 12 و15 شهراً، ويأخذ بالتلاشي أكثر بعد سنتين أو 3 سنوات إلى أن يختفي تقريباً بعد 7 سنوات.