اخواتي اخواتي أحبتي في الله الكثير منا يقرأ القران الكريم ويجهل معناه
وقد تمر علينا كلمات لانعرف مامعناها ولا القصد بها
وسأحاول باذن الله تفسير هذه الاية الكريمة من صورة العاديات
بسم الله الرحمن الرحيم
:
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ
إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
هذا إقسام من الله -جل
وعلا- بالخيل، فهذه الصفات صفات للخيل، ولكن الخيل لم يذكرها الله -جل
وعلا- هاهنا؛ لأن هذه الصفات تكون في الخيل معروفة عند العرب.
كذلك فقوله جل وعلا: "والعاديات"
فالعاديات جمع عادية، وهي التي تسرع في الجري، وقوله جل وعلا: "ضبحا" هذا
مأخوذ من الضبح، أو قوله: "ضبحا" هذا مصدر يدل على أن هذه الخيل التي تعدو
يخرج منها نفس وصوت، ليس بهَمْهَمَة ولا صهيل، فهذه الخيل إذا جرت جريًا
شديدًا يكون لها صوت. فقوله جل وعلا
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
الموريات: جمع مورية، وهي أن الخيل إذا ضربت بحافرها على الحجارة خرج منها نار، وهو المراد بقوله جل وعلا:
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا
يعني: تنقدح النار إذا صكت رجلها في هذه الحجارة انقدحت النار.
ثم قال جل وعلا:
فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا
يعني: أن هذه الخيل تغير في الصباح على العدو، ثم قال جل وعلا:
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
أي أن هذه الخيل العادية المذكورة بالأوصاف السابقة تثير غبارًا، وهو النقع في وسط العدو.
وقوله:
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
أي أنها تتوسط جموع العدو، ففي الأول ذكر الله -جل وعلا- ذلك بالاسم، ثم ذكره بعد ذلك بالفعل، قوله:
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
والأول كانت أسماء، وقال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- ذكر هاهنا الفعل
فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا
لأن ما تقدم وسيلة إلى هذه، فالأول وسائل الذي هو العدو والإغارة، هذه
كلها وسيلة إلى أن تتوسط هذه الخيل وسط العدو، وتثير النقع، وهو التراب في
وجوه الأعداء.
وهذا قسم من الله -جل وعلا- أقسم به جل وعلا على أن الإنسان لربه لكنود ولذلك قال بعد ذلك:
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
أي: إن الإنسان لربه لكفور جاحد، والمراد بذلك أن الإنسان يكفر نعمة الله -جل وعلا- عليه.
ثم قال جل وعلا:
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
أي: الإنسان على هذا الكنود شهيد. وهذا عند بعض أهل العلم أن الضمير عائد
إلى الإنسان لأن الضمير قبله والضمير بعده يرجع إليه، وإذا قلنا: إنه عائد
للإنسان، فقد يقول قائل: يشكل على هذا قول الله -جل وعلا-:
إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ
وقول الله -جل وعلا-:
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
.
فهنا ذكر الله -جل وعلا- أن الإنسان الكافر وهو يفعل هذه الأفعال يحسب ويعتقد أنه مهتد، وفي هذه الآية يقول الله -جل وعلا-:
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
أي: شاهد على كفره لنعمة الله جل وعلا.
وقد أجاب العلماء عن ذلك بأن قوله جل وعلا:
إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
أي: هو وإن لم يشهد بلسانه ويقل بلسانه: إني كفور لنعمة الله، فأفعاله وحاله شاهدة على ذلك، وإن لم ينطق بذلك.
فقوله جل وعلا في الآية:
وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ
أي حاله شاهدة على كفره لربه -جل وعلا- وجمهور العلماء يرون أن الضمير
عائد إلى الله -جل وعلا- وأن الله -جل وعلا- هو الذي شهيد على كفر هذا
الإنسان لنعمة الله -جل وعلا- وحينئذ لا يبقى إشكال بين هذه الآية وآيتي
الأعراف والكهف.
ثم قال جل وعلا:
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
أي: أن هذا الإنسان الذي كفر نعمة الله -عز وجل- هو حريص على المال يحبه ويجمعه، وهذا كما قال جل وعلا:
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا
إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا
فهو يجمع هذا المال ويحرص عليه ويحبه حبًا شديدًا.
وهذا كما قال الله -جل وعلا-:
كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
.
ثم قال جل وعلا:
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ
وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ
يعني: أفلا يعلم هذا الكافر أن أهل القبور يبعثون، وأن ما في الصدور يُجْمَع ويُبْرَز، ويظهر للعيان.
قد جمع الله -جل وعلا- في هذه الآية بين
القبور والصدور؛ لأن القبر يواري الجسد، والصدر يخفي في باطنه أعمالًا، لا
تنكشف في الدنيا؛ فلهذا إذا كان يوم القيامة أظهر الله -جل وعلا- الأجساد
من القبور، وأظهر ما تُكِنُّهُ الصدور، فكان الجميع بارزًا ظاهرًا بين يدي
الله جل وعلا.
وخص الله -جل وعلا- الصدور هنا بالذكر؛
لأن الصدر فيه القلب، والقلب هو المحرك لهذه الجوارح، فإن لم يلتفت القلب
إلا إلى الله -جل وعلا- كانت الجوارح مسخرة في طاعة الله، وإن انحرف القلب
انحرفت الجوارح، فبحسب انحراف القلب تنحرف الجوارح، ولهذا ذكره الله -جل
وعلا- في هذه الآية.
وبقيت الايه مفهوووووووووووووومة باذن الله
ان شاء الله تكونو استفدتووووووووو
لاتنسونا من صالح دعائكم