سوء تغذية الطفل مشكلة صعبة تعاني منها معظم الأمهات في مرحلة معينة من مراحل عمره حيث يؤكد الأطباء أن هذه المشكلة قد يترتب عليها العديد من المشاكل الصحية التي تضعف مناعة الطفل ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض كالسمنة والنحافة وغيرها .
ويشير الاستشاري خالد الصراف بمستشفي دار الشفاء بالكويت إلى أن إصابة الطفل بالسمنة تنتج عن سببين رئيسين ، هما : قلة النشاط البدني والحركة مع الإفراط في تناول الطعام وبخاصة الغني بالسكريات والدهون والكربوهيدرات.
وتابع الاستشاري خالد ، حسب ما ورد بجريدة " القبس " عادة ما نجد أن من يعانون السمنة يتربون في بيت يعتمد نظاماً غذائياً يعتمد أفراده على المقليات والسكريات والكربوهيدرات في أطباقهم اليومية ، أو الإكثار من تناول الوجبات السريعة ، موضحاً أن أي وجبة سريعة تتكون من هامبورجر وبطاطس وبيبسي تحتوي على 1000 سعرة حرارية وأكثر بكثير أحياناً ، كما تعتمد تجمعاتنا الاجتماعية وتعبيرنا للحب والرعاية على تقديم أكبر قدر من الحلويات والكاكاو والمكسرات لأفراد الأسرة وبخاصة الصغار ، وهو ما يفسر الزيادة في سمنة الطفولة.
تصيب طفلك بالنحافة
وتأكدي عزيزتي أن سوء التغذية أيضاً له أضرارعديدة غير السمنة وزيادة الوزن فهي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى نحافة الطفل وقلة شهيته حيث يؤكد الأطباء أن سوء التغذية ، واستخدام المشروبات الغازية وغيرها من المواد التي تحتوي على صبغات ونكهات صناعية يتسبب فى أضرار جانبية قد تظهر على الطفل مع الاستعمال المستمر لتلك المشروبات فضلاًَ على أنها تمنع من تلقي المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم وهو في طور النمو.
ويؤكد الأطباء أنه عند إعطاء الطفل أيا من تلك المواد التي تسد جوعه ولا يستفيد منها الجسم فهذا هو السبب الأكبر حتى لا يكون لديه شهية لتناول وجبة الإفطار أو الغداء مع عائلته ويتحمل الدور الأكبر في ذلك أهل الطفل .
ويوضح الأطباء أن أبوين الطفل إذا لم يوفروا لأبنائهم تلك المشروبات والمكسرات التي تضر أكثر مما تنفعه لبحث الطفل عن الأكل بل وتناول ما يقدمه له الأهل من مواد غذائية مفيدة ولكن عاطفة الأمومة أو الأبوة تحول أحياناً دون ذلك فيقومون بتوفير تلك المشروبات الغازية في المنزل وإعطاء الفرصة لأطفالهم لتناولها متى شاءوا أو أنهم يضعون المال بين أيديهم ليشتري الطفل ما يريد .
ويري الأطباء أن الطفل في مثل هذه الحالة لا يحتاج إلى أي فيتامينات مصنعة بل يمكنه تناول الفيتامينات وغيرها من المواد الغذائية من مصادرها الطبيعية ، في بعض الحالات التي يكون فيها عدم كسب الوزن للطفل ناتجاً عن مرض مزمن حيث يلزم في هذه الحالة عمل بعض الفحوصات التي تستبعد مشاكل في الامتصاص مثل مرض السيلياك حيث تتأثر الأهداب الخاصة بالامتصاص والمغلفة للأمعاء أو قد يترافق مع مرض مزمن في أي عضو من أعضاء الجسم وهذا يتضح من الكشف السريري للطفل وتحديد السبب الرئيسي لعدم كسب الوزن والنمو الطبيعي .
نمي نظام طفلك الغذائي
والآن قد تسألين نفسك عن الطرق والإرشادات التي تساعدك على اكتساب عادات غذائية مثالية لطفلك لينعم بصحة جيدة وسليمة ، دعينا نجاوبك على هذه السؤال وتابعي معنا الأساليب الصحية لتنمية العادات الغذائية :
- التشجيع على تناول الإفطار كوجبة أساسية لبداية اليوم ، حيث وجدت الدراسات أن من يتناولون الإفطار يكونون اقل عرضة لتناول الأغذية غير الصحية أو الإفراط في الأكل كثيراً في الوجبات ، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة من يشكون من زيادة الوزن عند من يهملون وجبة الإفطار.
- تحديد كمية الوجبات المناسبة ، بحيث يتم التوضيح للأكل أن الوجبة المقدمة له هي مناسبة لحجمه وأن الزيادة في كميتها سيسبب له آلآم في البطن مثلاً أو التخمة.
- التشجيع على النشاط البدني وممارسة الرياضة يومياً .
- الأهم هنا هو أن يكون الوالدان قدوة ، فلا نتوقع من أطفالنا تعلم العادات الصحية ما لم يتحل والديهم بها أولاً أي اجعلي طفلك يقلد والده في نظام الغذاء وفي ممارسة الرياضة .
- ابعدي طفلك قدر الإمكان عن المشروبات الغازية والوجبات السريعة .
- اهتمي بالخضروات والفاكهة الطبيعية لما فيها من فوائد وفيتامينات مهمة للجسم .
تغذية طفلك حسب عمره
وأخيراً عزيزتي الأم يجب أن تنتبهي إلى طفلك ونظام غذاءه منذ ميلاده إلى أن يصبح مسئولاً بنفسه عن نظامه الغذائي ، لذا يقدم لكِ الأطباء القواعد والنصائح التالية في تغذية طفلك منذ ميلاده .
تغذية الطفل في الشهور الأولى
- يجب أن تضعي في اعتبارك بأن حليب الأم هو الأفضل ، والطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية فقط ولا يتعرض للشمس يجب أن يأخذ من فيتامين د 400 وحدة دولية لكل كيلو ، كما ينصح باستخدام المركبات الغنية بالحديد للطفل الذي لا يرضع رضاعة طبيعية أو بحاجة إلي تغذية تكميلية بجانب لبن الثدي .
من الشهر الرابع وحتى الشهر السادس
- يكون البدء بالوجبات الخفيفة سهلة الهضم مثل التفاح و الموز و يكون البدء تدريجياً و تزاد المقادير تدريجياً وجبة فواكه محل رضعة أو رضعات الطفل وهكذا.
من الشهر السادس و حتى الشهر الثامن
- يمكنكِ إعطاء الطفل السيريلاك ومسحوق القمح وشوربة الخضار و مرق لحم الدجاج إضافة لما سبق .
من الشهر الثامن وحتى عمر السنة
- ابدئي هنا بإعطاء بياض البيض مع الصفار و كذلك البسكويت بدلاً من السيريلاك إضافة للأطعمة السابقة .
سنة و ما فوق
من عمر السنة وما بعد يمكن البدء بإعطاء الطفل طعام العائلة العادي لكن بكميات معقولة وابتعدي عن الدهون والأكلات الدسمة .
ولا تنسي عزيزتي أن ابتكارك في طرق تقديم الأكلات لطفلك من الطرق المهمة التي تساعده على تناول الطعام لذا اجذبيه دائماً وتفنني في طرق التقديم واصنعي له أطباق ومعجنات على شكل الألعاب المحببة لديه .