لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح

حتى تكون أسعد الناس / لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح

بعض الناس مثل الذباب لا يقع إلا على الجرح

هذه الجملة من أحسن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية نقلها ابن سعدي في كتابه طريق الوصول :
وهي أن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً
دائماً ينسى حسنات الطوائف والأجناس والأشخاص ويذكر مثالبهم فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى،
وهذا من رداءة النفوس، وفساد المزاج، وأحسن علاجه الكي أو الخنق ليذهب ما به من مس
.

((( فااااااصل إعلاااني )))

لا تكن كالذباب ،،، لا يقع إلا على الجرح ..
فإياك و الوقوعَ على أعراضِ الناس ، و ذكر مثالبهم ، والفرح بعثراتهم ، وطلبِ زلاتهم .
ومن أنواع الغيبة التي ابتلي الصالحون فيها الغيبة من غير لا يشعرون
مثال : الرجل فيه خير ولكن يعيبه كذا وكذا .. وهذا مبدع إلا في كذا وكذا ..
ورجل ذو خلق لكن زوجته أو أولاده فيهم كذا .

يقول بعض الحكماء :: متتبع العيوب :: كالذباب لا يقع إلا على الجرح

وبعض الناس بـ"لــــــكــن"كلما ذكرت له شخصا قال :: فيه خير ولكن ..

ثم اسمع ما يأتي بعد لكن :: هجاء مقذع , وسباب أثيم , وهتك متعمد ::

(ويل لكل همزة) ، (همّاز مشآءٍ بنميم) ، (ولايغتب بعضكم بعضا)

إن سعادتي وسعادتك تكمن في إسعاد الاخرين ، وإدخال السرور عليهم ،
والاعتراف بمواهبهم وقدراتهم وحسناتهم ، ولقد لا حظت انه بقدر احترامنا
للناس واهتمامنا بهم واعترافنا بفضلهم , نجد الاحترام والاهتمام والاعتراف
منهم , وبقدر التجاهل والتجافي والإعراض عنهم ، نجد منهم التجاهل والتجافي والاعراض.
من هو هذا الذكي من الذي يريد تكريم الناس له وهو يعشق اهانتهم ؟!
ويرغب في تبجيلهم له ، ويسعى في اذلالهم ؟! وهذه قسمه ضيزى،(ويل للمطففين)...

((( فااااااصل إعلاااني )))

لا توقد فرنا في صدرك من العداوات والأحقاد وبغض الناس ، وكره الآخرين ، فإن هذا عذاب دائم .
لا تحطمك التوافه ، ولا تعط المسألة أكبر من حجمها ، واحذر من تهويل الأمور والمبالغة في الأحداث.
اعلم انك لست الوحيد في البلاء، فما سلم من الهم أحد، وما نجا من الشدة بشر.
لا تجالس البغضاء والثقلاء والحسدة، فإنهم حمى الروح ، وهم رسل الكدر وحملة الأحزان.
لا تتوقع الحوادث ، ولا تنتظر السوء ، ولا تصدق الإشاعات ، ولا تستسلم للأراجيف.
اعلم أن الشدائد تفتح الأسماع والأبصار، وتحيي القلب ، وتردع النفس ، وتذكر العبد ، وتزيد الثواب.

((( فااااااصل إعلاااني )))

إذاً مقولة سبقنا بها شيخ الإسلام .. نقتدي بأساليب العلماء .. لإنكار ظاهرة غريبة ..
وهي من باب النصح العام ولا تتوجه لشخص معين .. وإن حاورته بموضوع مستقل .

ومن باب قوله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث جمعتها لكم وهي :

استخدم الأسلوب النبويَّ في دعوة أي مخالفٍ إجحافاً ترى منه شيئًا مخالفًا ،

هذا الأسلوب النبويُّ هو: "ما بال أقوام"،

قال صلى الله عليه وسلم :
* "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا" رواه مسلم .
* "ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله ، من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مائة مرة" رواه البخاري .
* "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية" رواه البخاريُّ ومسلم.
* "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم"، فاشتد قوله في ذلك حتى قال: "لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" رواه البخاريُّ ومسلم.

((( فااااااصل إعلاااني )))

نعود للذباب ومقولة شيخ الإسلام التي قالها بعد عصارة فكره ودعوته إلى الله تعالى وما لاقى من ويلات حاسديه ومنكري الجميل .

عندما ترى مقالا حتى لو كان دينياً ثم ذكر إحدى مثالب وأخطاء بعض العلماء الذين خدموا الإسلام .. جاز لك أن ترد عليه مقالة شيخ الإسلام ..
فتقول له : يا أخي : اتق الله ولا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح .. وأنت لا تصفه أنه ذباب بل في تصيده للأخطاء .

وإن ردّ عليك معاتباً .. ومنتقداً من وصفك له في مقاله أنك تصفه كالذباب فهو لا يعلم بلاغة وبيان اللغة العربية كالتشبيه والنصائح كتلك .

نعود لتلك الصورة المقيتة : من كالذباب لا يقع إلا على الجرح :تلك صورة من صور الأمراض الخفية التي قد تخفى حتى على صاحبها ..ما يستوجب البحث بين صفحات النفس عن الميكروبات الأخلاقية وتنقية الروح منها ..فمن الأساليب التي دخل بها الشيطان على النفوس الضعيفة أن يرتدي النقد ثوب النصيحة أو الدعوة بالهداية فيقال مثلا " فلان هداه الله " أو فلان " غفر الله له " وهذه الدعوة ليست لوجه الله تعالى وإنما أراد بها صاحبها شئ آخر سواء أدرك ذلك أم جهله من نفسه ..وهذا دعاء لا يؤجر عليه !!
يقول ابن المبارك : " رب مستغفر أذنب في استغفاره " قالوا كيف ؟! قال : " يذكر له بعض الصالحين فيقول : استغفر الله , فلا يكتب له أجر هذا الاستغفار بل يسجل عليه خطيئة " .

((( فااااااصل إعلاااني )))

أخيراً وليس آخراً :
راقب نفسك بدقة لتخلصها من داء الرغبة في نيل الاستحسان وتقضي على ذلك الميل المهين لتجريح الآخرين وتذكير الغافلين بعيوبهم .. احذر الوقوع في تلك العيوب البغيضة .. وتعلم أن تترفع عن تجميل ذاتك بتشويه الآخرين .. نتعلم كيف ينبع الجمال من داخلك ..كيف ينبثق الضوء منك ليضئ من حولك ..وإياك واستغلال عتمة الآخرين لإبراز ضوء شمعتك الواهن .. وتأكد أن من أطفأ شمعة غيره بقي معه في الظلام .

((( الفااااااصل الأخـــــير)))

أتمنى مشاركة وتفاعل الأحبة .. لنستأصل هذا الداء في نفوسنا .. وكلنا قد نقع من حيث لا نشعر .
ولكن نعالج أنفسنا .. بالتواضع واللين .. والتوبة والإنابة .. ومراقبة الخالق .. والإحسان للخلق .

__________________

(( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي
وقلة حيلتي وهواني على الناس
يا أرحم الراحمين
أنت أرحم الراحمين
أنت رب المستضعفين وأنت ربي
إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني...
أم إلى صديق ملكته أمري؟
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي
...ولكن عافيتك هي أوسع لي
أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات و الأرض
وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والأخرة
أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك
لك العتبى حتى ترضى ولاحول ولاقوة إلا بك )) .

موضوعك كتير حلو يسلمووو طير انت دايما مبدع تحياتي لك

يسلمو ريما للمتابعة انتي المبدعة

عن جد موضوع جدا مهم وشيق

مشكور اخ طير

» الجرح باقي عقب الأيام ما راح
» هـــــــــل التأسف يمحي الجرح
» ايهما اصعب الفقدان ام الغدر ام الجرح