عندما تأتي النهاية

عندما تأتي النهاية

بقدر ما تكون قصة الحب جميلة، بقدر ما
يكون الألم إذا ما انتهت بالفشل. إحساس شديد بالوحدة والفراغ وعدم الإقبال علي
الحياة. الإعتراف بالفشل في حد ذاته يكون صعبا، فما بالك إذا كان هذا الفشل يصاحبه
خيبة أمل في الشخص الذي كان يمكن أن يملأ الدنيا من حولك بالبهجة والسعادة.

ولأن النسيان نعمة كبيرة منحها الله
لنا، يخفت هذا الألم مع الوقت ليتحول بعد فترة إلي ذكري مؤلمة تطل علينا من وقت
إلي أخر ولكن حتي نصل إلي مرحلة النسيان لا يمكن أن نتوقف عن الحياة، فعلينا أن
نتعلم كيف نتعامل مع الألم مهما بلغت حدته لننتصر عليه بقدر المستطاع .

وعن هذه المرحلة الصعبة صدر في
الولايات المتحدة كتابا حقق مبيعات كبيرة للخبيرة النفسية دافن كينجما بعنوان
" عندما ينتهي الحب " .

وتقدم فيه بعض الأفكار التي يمكن
الاعتماد عليها للتخفيف من المعاناة النفسية ، وأولها هو الاعتماد علي الأشخاص
الذين تحبهم بالفعل والأصدقاء القدماء الذين يمكن أن تقضي معهم أوقاتا طويلة تكون
فيها علي طبيعتك دون تكلف ودون إدعاء ، وهؤلاء يكونوا قادرين علي فهمك واحتوائك
حتي تنتهي الأزمة .

ومن المفيد أيضا التعرف علي أصدقاء
جدد أو التعرف إلي أشخاص مختلفين بعض الشئ
فالتجدد في العلاقات الشخصية يعطي إحساسا بالأمل ويشبع رغبتك في اكتشاف مجالات
جديدة.

تؤكد الكاتبة أن عملية التوازن بين
العادات القديمة والجديدة هي سر النجاح في العبور من المرحلة الصعبة.

ومن المهم أيضا عدم تعذيب النفس
باللوم المستمر وجلد الذات، وهذا يحدث أكثر مع المرأة التي تحمل نفسها غالبا
مسئولية الفشل أو تعتبر إنها كانت السبب وراء اختيارها الخاطئ للشخص الذي جرح
مشاعرها ولم يقدرها.

فالتصالح مع الذات من أهم الخطوات علي
طريق الشفاء والاعتراف بالفشل لا يعني أن نذبح أنفسنا ليتضاعف الإحساس بالألم
والمعاناة . كل منا معرض للفشل وللاختيار الخاطئ ولكنها ليست نهاية الدنيا، فمن
هذا الفشل سيولد النجاح ، ومن التجربة نتعلم ، ومع التصالح مع النفس ينتهي الألم.