اظهرت دراسة علمية حديثة أن ترك التدخين قد لا تقل مضاره عن التدخين نفسه, إذ قد يدفع المرء إلى اكتساب وزن إضافي ويفتح الباب أمام تعرضه لمجموعة من الأمراض, على رأسها السكري.
وقال الأطباء مع ذلك إنه من الأفضل التوقف عن التدخين, باعتبار أن الأمراض التي يتسبب بها, وبينها سرطان الرئة وأمراض القلب, صعبة العلاج, بخلاف السكري الذي مكن مداواته بالحمية والأدوية.
وتشير الدراسة التي نشرتها أمس المجلة السنوية للأمراض الباطنية إلى أنها جمعت على مدار تسع سنوات بيانات 11 ألف شخص من غير المصابين بالسكري, تبلغ نسبة المدخنين بينهم 45 %. وأظهرت الدارسة أن المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين من أفراد العينة طوروا مع الوقت مرض السكري بمعدلات تفوق غير المدخنين بنسبة 73 % خلال السنوات الثلاث الأولى بعد توقفهم عن هذه العادة.
وتضيف الدراسة أن المعدلات ترتفع أكثر من ذلك لتصل إلى ما بين 80 و90% في العام الأول للتوقف عن التدخين, ولكن الخطر لا يستمر إلى الأبد, حيث أثبتت التحليلات أن مخاطر التعرض للسكري تصبح طبيعية لدى المقلعين عن التدخين بعد 12 عاماً من توقفهم عن ممارسته.
وأشارت الطبيبة سن تشي يي, مستشارة الطب الباطني في جامعة جون هوبكنز للطب, إلى أن السبب الأساسي لزيادة مخاطر التعرض للسكري تعود إلى تزايد وزن المقلعين عن التدخين بسبب إفراطهم في تناول الطعام.
وتحض يي المدخنين الذين يرغبون بالتوقف عن هذه العادة إلى تبديل نمط حياتهم لتجنب التعرض للوزن الزائد, وذلك عبر مراقبة كميات الطعام والتركيز على ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية, بحسب موقع سي ان ان.
وتلفت يي إلى أن أسباب الإفراط في تناول الطعام بعد الإقلاع عن التدخين تتمثل في التغييرات التي تحدث بالجسم بعد فقدان مادة النيكوتين الموجودة في السجائر, الأمر الذي يعزز الشهية, وتدعو بالتالي إلى استخدام بدائل النيكوتين في الفترة الأولى للتوقف عن التدخين, ومنها مضغ العلكة التي تحتوي على هذه المادة